القتل الصامت.. وثائقي سكاي نيوز يسلط الضوء على تاريخ الاغتيالات في لبنان

يُعدّ وثائقي القتل الصامت.. من يقف وراء تاريخ طويل من الاغتيالات في لبنان؟ الذي عرضته قناة سكاي نيوز عربية، محاولة جريئة ومهمة لتفكيك لغز الاغتيالات السياسية التي عصفت بلبنان على مدار عقود طويلة. يتناول الفيلم الوثائقي، الذي يمتد لأكثر من ساعة، سلسلة من الاغتيالات البارزة التي طالت شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية مؤثرة، بدءًا من اغتيال رياض الصلح وصولًا إلى اغتيالات حديثة، محاولًا ربط الخيوط وفهم الدوافع الكامنة وراء هذه الجرائم.

يتميز الوثائقي بأسلوبه الشامل الذي يجمع بين الشهادات الحية لمقربين من الضحايا، وتحليلات الخبراء والمحللين السياسيين، بالإضافة إلى عرض الأرشيف المرئي والمسموع الذي يوثق تلك الحقبة الزمنية المضطربة. يركز الفيلم على تحليل السياق السياسي والاجتماعي الذي نشأت فيه هذه الاغتيالات، وكيف ساهمت الصراعات الطائفية والإقليمية والدولية في تغذية العنف السياسي.

من أبرز النقاط التي يثيرها الوثائقي هو تساؤله عن الجهات التي تقف وراء هذه الاغتيالات. الفيلم لا يقدم إجابات قاطعة، ولكنه يلمح إلى تورط قوى إقليمية ودولية، بالإضافة إلى قوى داخلية تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة من خلال إثارة الفوضى وعدم الاستقرار. كما يسلط الضوء على ثقافة الإفلات من العقاب التي سادت في لبنان، والتي شجعت على استمرار هذه الجرائم.

لا يقتصر الوثائقي على سرد الأحداث التاريخية، بل يتعدى ذلك إلى تحليل أثر هذه الاغتيالات على النسيج الاجتماعي والسياسي اللبناني. يوضح الفيلم كيف ساهمت هذه الجرائم في تعميق الانقسامات الطائفية والمذهبية، وزيادة حالة عدم الثقة بين اللبنانيين، وتقويض مؤسسات الدولة.

في المجمل، يعتبر وثائقي القتل الصامت عملًا صحفيًا هامًا يساهم في إلقاء الضوء على ملف الاغتيالات السياسية في لبنان، ويدعو إلى ضرورة كشف الحقيقة وتقديم الجناة إلى العدالة، من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وبناء مستقبل أفضل للبنان. على الرغم من حساسية الموضوع وتعقيداته، إلا أن الوثائقي يتميز بالحيادية والموضوعية، ويسعى إلى تقديم صورة متكاملة للجمهور.